تجربة يوم الامتحان الأول، الدرس المستفاد

الاستعداد

قمت بتقديم الجزء الأول من امتحان شهادة المدقق الداخلي في عام 2016، ولكن حتى يومنا هذا ما زلت أذكر ذلك اليوم. إذ كانت تجربة غيرت مجرى حياتي وأدت لتغيير قواعد اللعبة فيما يتعلق بخطة الإعداد لامتحانات شهادة المدقق الداخلي. سأبدأ بإخباركم كيف سارت الأمور قبل الامتحان وأثناءه وبعده، وسأنهي بإخباركم بالحكمة التي استخلصتها من تلك التجربة.

لم يكن هناك مركز امتحاني في المدينة التي كنت أعيش فيها في ذلك الوقت، وكان أقرب مركز اختبار يبعد حوالي 200 كيلومتر عن منزلي. اضطررت لعبور الحدود من دولة لأخرى للوصول إلى المدينة المستهدفة. من حسن حظي أني كنت قد زرت تلك المدينة من قبل وكنت أعرف كيف أتجول في المدينة.

انا شخص صباحي؛ أفضل ساعات تركيزي هي الساعات الأولى من اليوم. أعتقد أن هذا ينطبق على غالبية الناس. من الصعب تقديم امتحان في منتصف النهار أو في وقت لاحق في المساء. بناء على ذلك، قمت بتحديد موعد الاختبار في أبكر وقت ممكن، الساعة 10:00 صباحاً. مسافة 200 كيلومتر تعني رحلة لا تقل عن ساعتين. بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من معرفتي بالمدينة قليلاً، إلا أنني لم أكن أعرف الموقع الدقيق للمركز الامتحاني وما إذا كانت هناك حركة مرور كثيفة في تلك المنطقة. لذا، لتجنب المخاطرة، قررت السفر قبل الامتحان بيوم واحد. كما أنني قررت حجز غرفة في فندق مسبقًا، حيث كانت تلك المدينة وجهة سياحية في الصيف، لذا يصعب إيجاد حجوزات في الفنادي. وصلت إلى المدينة في الصباح السابق لامتحاني وكان أول شيء فعلته هو تحديد موقع مركز الاختبار. بالطبع، عند حجز غرفة الفندق، تأكدت من أن الفندق على مسافة قريبة من مركز الامتحانات حتى أتجنب الأزمة المرورية الصباحية.

قضيت بقية اليوم بين الراحة، والذهاب للنزهة، والقيام بمراجعة نهائية لمواضيع الامتحان وإجراء امتحان تجريبي. لم أدرس لساعات طويلة، وبالتأكيد لم أسهر لوقت متأخر من الليل للدراسة. خلدت إلى النوم في ساعة معقولة حتى أكون منتعشاً ومستعداً للامتحان في صباح اليوم التالي. وتفادياً للاستغراق في النوم طلبت من الفندق إيقاظي في الصباح.

صباح الامتحان

استحميت، وتناولت إفطاراً خفيفاً، وتوجهت إلى المركز الامتحاني بحيث أصل إليه قبل نصف ساعة من موعد الامتحان. بعد زيارتي للمركز في اليوم السابق، كنت أعرف بالفعل المسافة بين الفندق والمركز، وحين زرت المركز أيضاً، لاحظت أن مكيف الهواء قوي جدًا بالنسبة لي لأنني عموماً لا أحب مكيفات الهواء. أرتديت قميصًا فوق التي شيرت حتى أتمكن من ارتدائه إن شعرت بالبرد، وخلعه إن شعرت بالحر (من الواضح أن امتحاني كان في الصيف). التوتر الناجم عن إجراء الامتحان كافً ولن تود أن تضيف عليه مسألة تنظيم حرارة جسمك.

حين وصلت إلى المركز الامتحاني، سلمتهم نسخة مطبوعة عن الموافقة على إجراء الامتحان وجواز السفر. السيدة في مركز الاستقبال كانت مفيدة للغاية ومحترفة. سلمتني قواعد الامتحان لقراءتها والتوقيع عليها والتقطت صورة لي، وأخذت بصمات أصابعي أيضًا. أعطتني بضع دقائق لقراءة قواعد الامتحان. وبعد أن قرأت القواعد، وقعت على النموذج وأعدته إليها. ثم أرشدتني إلى غرفة فيها عدة خزانات حيث يمكنني وضع أشيائي. كان معي حقيبة ظهر وهاتفي وبعض الكتب، إذ كنت أنوي العودة إلى بيتي فور الانتهاء من الامتحان. وضعت أشيائي في خزانة وقفلتها وأخذت المفتاح. تأكدت من وضع هاتفي في الوضع الصامت حتى لا يبدأ في الرنين أثناء الامتحان ويزعج الجميع.

سلمني المشرف دفتر ملاحظات وقلماً و سداداتي أذن. بعد بحث سريع وفحص من قبل المشرف للتأكد من أنني لا أحمل أي أجهزة تسجيل أو كاميرات، تم السماح لي بالدخول إلى غرفة الامتحان.

كان هناك ثلاثة أشخاص آخرين في الغرفة يجرون الاختبارات. كان أحدهم غاضباً ومحبطاً جداً. كان امتحانه يحتوي على الكثير من الإجابات المكتوبة التي قام بضربها بشدة على لوحة المفاتيح مما أحدث الكثير من الضوضاء. كنت محظوظًا لأنه أنهى امتحانه بعد 5 دقائق من وصولي. ومن الواضح أن هذا هو سبب إعطائك سدادات الأذن. إذا كان هناك الكثير من الضوضاء، يمكنك عزل نفسك عن محيطك.

في غرفة الامتحان، تأكد المشرف من أن لديّ كل ما أحتاجه وأنه قد تم إعطائي حق الوصول إلى الاختبار الذي سجلت فيه وأبلغني بعدم مغادرة مقعدي على الإطلاق. إذا كنت بحاجة إلى أي شيء، يجب أن أرفع يدي وسيأتي ليرى ما أحتاجه.

بدأ الاختبار

كان الأسئلة العشر الأولى مخيفة. لم أفهم أي شيء! لم أعرف الإجابة على أي من الأسئلة! شعرت بالإحباط الشديد والخوف. وبدأت الأفكار السلبية تنهال علي: "ما كان علي أن أهدر الوقت والمال في التحضير لهذا الامتحان. سأفشل بالتأكيد". بعد بضع دقائق، بدأت في الاسترخاء والهدوء وتمكنت من الإجابة على سؤال إجابة شعرت بأنها كانت صحيحة! كان ذلك بمثابة تغيير لقواعد اللعبة. بدأت ثقتي بنفس تزداد منذ تلك اللحظة فصاعداً. بدأت في الإجابة إجابة صحيحة على المزيد من الأسئلة، وفي غضون 15 دقيقة شعرت براحة وثقة أكبر. اتبعت أسلوب الإجابة على جميع الأسئلة السهلة والقصيرة وتعليم الصعبة منها. بمجرد أن أنهيت الأسئلة السهلة، عدت إلى الأسئلة التي قمت بتعليمها وكدت أضحك بصوت عالٍ. أدركت كم كنت متوتراً في بداية الامتحان! الأسئلة التي اعتقدت أنها صعبة للغاية ولم أفهمها تبين أنها سهلة للغاية. تمكنت من حلها على الفور. أمضيت بقية وقت الاختبار في التركيز على الأسئلة الصعبة وتمكنت من حلها جميعاً. بقي لدي حوالي 20 دقيقة في نهاية الاختبار (بعد أن قمت بتصفية الأسئلة الطويلة والصعبة مرتين). خصصت هذه الدقائق العشرين لمراجعة جميع أسئلة الاختبار للتأكد من أنني لم أتخطى أي أسئلة وأنني لم أخطئ في قراءة أي أسئلة أو جواب.

انهيت حل الأسئلة قبل نهاية وقت الامتحان بخمس دقائق، وقضيت تلك الدقائق الخمس في حل سؤالين لم أكن متأكداً منهما بنسبة 100٪، وحاولت الإجابة عليهما بأفضل ما في وسعي، ثم أغلقت الامتحان في اللحظة الأخيرة.

بمجرد إغلاق الامتحان رفعت يدي لإخطار المسؤول بأنني انتهيت. عندما أتى المسؤول إلى غرفة الامتحان، أخبرته أنني انتهيت؛ فحرص على أنه تم إغلاق الشاشة الامتحان بشكل صحيح وقادني خارج قاعة الامتحان.

انتهى الامتحان!

نظرًا لأن اختبار المدقق الداخلي المعتمد هو اختبار يحتوي على أسئلة متعددة الخيارات فقط، فإن النتيجة الأولية تصدر على الفور. طلبت المشرفة مني الجلوس والانتظار في حين طبعت ورقة وسلمتها لي، وأبلغتني أن الورقة كانت نتيجة الامتحان. شعرت بسعادة كبيرة وامتنان عندما قرأت "ناجح" على الورقة. أبلغتني المشرفة أن النتيجة ليست نهائية، وأنني سأتلقى نتيجة رسمية من الجهة المنظمة للامتحان (أي جمعية المدققين الداخليين) في غضون 48 ساعة. غادرت مركز الاختبارات متحمساً جداً ومستعداً للتحدي التالي؛ الجزء الثاني.

الحكمة

• التركيز على الأمور اللوجستية. تأكد من أنك تعرف موقع المركز الامتحاني، وقم بترتيبات السفر والإقامة مسبقًا.         
• نم جيداً قبل الامتحان.         
• تناول فطوراً خفيفاً. لا تتناول طعاماً يصعب هضمه، ولا تذهب إلى الامتحان جائعاً. ستحتاج إلى الكثير من الطاقة أثناء الامتحان.         
• ارتد طبقات من الملابس في الامتحان لتتمكن من التكيف مع درجة حرارة الغرفة.         
• لا بأس في أن تتوتر في بداية الامتحان. لا داعي للذعر. حاول أن تهدأ. ستشعر بالتحسن بمجرد أن تبدأ في الإجابة على الأسئلة بشكل صحيح.         

الدرس المستفاد

بمجرد الانتهاء من الاختبار الأول، قد تتغير استراتيجية التحضير للاختبار بالكامل. هذا طبيعي تمامًا. ستعلمك تجربة الاختبار ما يصلح وما لا يصلح. إن واجهت مشكلات في إدارة الوقت أثناء الامتحان، تأكد من أن تعمل على تحسين تلك المهارات قبل الاختبار القادم. إن شعرت أنه كان عليك الاستعداد أكثر للاختبار، فيمكنك القيام بذلك في المرة القادمة.

إذا فشلت في الاختبار الأول، راجع تجربتك بموضوعية. يميل الإنسان إلى لوم الآخرين على أخطائه. إنها آلية دفاعية يمارسها دماغنا حتى لا نشعر بالسوء تجاه أنفسنا. قبل أن نشير بأصابع الاتهام إلى الممتحنين، أو الكتب الدراسية أو مديرنا في العمل أو الحظ، اسأل نفسك: لماذا لم أنجح؟ حاول تحليل الأسباب بموضوعية لتجنبها في الاختبار التالي. لا تستسلم بعد. خسرت شوطاً في اللعبة، لكنك لم تخسر اللعبة بأكملها. ابتهج واستعد للشوط التالي.

إن نجحت من المحاولة الأولى، فهذا يعني انك طريقتك في الدراسة والتحضير فعالة، ولكنك قد تحتاج أيضا إلى مراجعتها. بالنسبة لي، أدركت أنني كنت بالغت في الاستعداد للامتحان. كنت مستعداً للامتحان منذ أسابيع، لكنني قمت بمراجعة الأسئلة مرات ومرات حتى أصبحت جاهزاً بنسبة 150٪ للاختبار. كان ذلك مبالغ به. لمحاولتي القادمة، لن أبالغ في التحضير للامتحان.

تمكنت من اجتياز الجزأين الثاني والثالث من المحاولة الأولى وحصلت على الشهادة. أشكر PRC على دعمهم طوال هذه الرحلة، وأود أيضاً أن أشكر زوجتي وعائلتي الذين ساندوني خلال هذه الفترة أيضاً.

تمنياتي بالتوفيق للجميع!